علمتني الحياة هنا سجلوا ما علمتكم الحياة‏

علمتني الحياة

علمتني الحياة أنه لا خيرَ ولا أفضل ولا أجملَ ولا أحسنَ من كلمةٍ طيبة

علمتني الحياة أن الاجتماع والمحبةَ بين المؤمنين قوةً، وأن التفرُقَ والتشتتَ ضعفٌ، فإن الإنسانَ قليلٌ بنفسهِ كثيرٌ بإخوانه.

علمتني الحياة أن لا تضيعَ فرصةً في طاعة:
فإن لكل متحركٍ سكونَ، ولكلِ إقبالٍ أدبار

علمتني الحياة أن لا أعيبَ أحداً ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.
وأن أشتغلَ بإصلاحِ عيوبي

علمتني الحياة أن الصاحبَ ساحب وأن القرينَ بالقرين يقتدي:
وأن الناسَ أشكالٌ كأشكالُ الطير، الحمامُ مع الحمام، والغراب مع الغراب والدجاجُ مع الدجاج والنسور مع النسور والصقورُ مع الصقور، وكلاً مع شكلِه، والطيورُ على أشكالها تقعُ

علمتني الحياة أن أعمل بما أقول ما استطعت إلى ذلك سبيلا:
ومن لم يعمل بما يقول وبما يدعو له فإنما يسخر من نفسه أولا

علمتني الحياة أن إرضاء الناس غاية لا تدرك:
نعم إرضاء البشر ليس في الإمكان أبدا، لأن علمهم قاصر، ولأن عقولهم محدودة، يعتريهم الهوى ويعتريهم النقص، ويتفاوتون في الفهم والإدراك فلا يمكن إرضاءهم، فمن ترضي إذا ؟
أرض الله جل وعلا وكفى

علمتني الحياة أن أحبَ الحقَ وفلاناً ما اجتمعا:
فإذا افترقا كان الحقَ أحبَ من فلانٍ ونفسي ومالي وأهلي ولدي والناسِ أجمعين

علمتني الحياة أن لا نفرح في صفوفنا بالهازلين:
المضيعين الحياة لأوقاتهم المفرطين في المزاح المنغمسين في الملهيات.

علمتني الحياة أن النفس البشرية كالطفل تماما:
إن هذبتها وأدبتها صلحت واستقامت، وإن أهملتها وتركتها خابت وخسرت

علمتني الحياة أن الدهر دول والأيام قلب لا تدوم على حال:
( وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ )

الدنياً غرارةُ خداعةُ إذا حلت أوحلت، وإذا كست أوكست، وإذا جلت أوجلت، وكم من ملك رفعت له علامات فلما علا مات.

علمتني الحياة أن ميت الأحياء من لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن منكر

علمتني الحياة أن لكل بداية في الدنيا نهاية:
ولكل شمل مجتمع فرقة، ولكل نعيم انقطاع

علمتني الحياة أن من خدم المحابر خدمته المنابر، وكم من سراج أطفأته الريح وكم من عبادة أفسدها العجب.
________________________________________
وأن وضع الندى في موضع السيف في العلا... مضر كوضع السيف في موضع الندى.
وأن سوف جندي من جنود إبليس.
وأن معظم النار من مستصغر الشرر
وأن الحق لا بد أن تحرسه قوة.
وأنه بالشكر تدوم النعم
وأن من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل.
وأن النار من بري العودين تذكى... وأن الحرب مبدأها كلام
وأن ثمن العزة قد يكون قطرة دم.
وأن الجواد قد يكبو، وأن الصارم قد ينبو.
وأن النار قد تخبو.
وأن الإنسان محل النسيان.
وأن الحسنات يذهبن السيئات، ذلك ذكرى للذاكرين
وأخيرا علمتني الحياة أن أعظم سلاح بأيدي المؤمنين هو الدعاء
فإذا ادلهمت الخطوب
وضاقت عليك الأرض
وقل الناصر
وزمجر الفساد
دعم الباطل
وكبت الحق
وعير البخيل الكريم
وعير العيي الفصيح
وعير الظلام الشمس
وطاولت الأرض السماء سفاهة...... وفاخرت الشهب الحصى والجنادل
وتمنطق كل جبان
وتخلى الأمناء
ورفع السفهاء
وتظاهر بالوفاء كل خوان
ونطق الرويبضة
وغدا القرد ليثا
وأفلتت الغنم
فأرفع يديك إلى من يقول:
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ).