همسة حنين

ويسألونك  عن  الروح ............؟؟ N6mlt6rsgiig

اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ..


بمنتداناهمسة حنين
للتسجيل اضغط هنا ..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

همسة حنين

ويسألونك  عن  الروح ............؟؟ N6mlt6rsgiig

اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ..


بمنتداناهمسة حنين
للتسجيل اضغط هنا ..

همسة حنين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

M5znUpload


5 مشترك

    ويسألونك عن الروح ............؟؟

    موجة بحر
    موجة بحر


    نقاط : 650
    الشعبية : 8
    تاريخ التسجيل : 07/07/2010

    خبر ويسألونك عن الروح ............؟؟

    مُساهمة من طرف موجة بحر الثلاثاء يوليو 20, 2010 4:17 pm

    إن الله سبحانه وتعالى يعلمنا أن هناك روحا أولى تدخل المادة فتصير كائنا

    حيا يتحرك وينفعل ولكن هناك روحا أخرى هي روح الإيمان تدخل على

    الكائن الحي لتعطي له القيم . وهناك إذا روحان :

    روح للمادة الأولى وهي التي تمنح الكائن الحياة .

    وروح القيم التي يمثلها منهج الإيمان .

    والقرآن يشير إلى مثل هذه المسائل في إشارات معبرة :


    بسم الله الرحمن






    الرحيم : ( يأيها الذين ءامنو استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم

    واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه و أنه إليه تحشرون <24> ) الأنفال



    وهذا يعني الدعوة الخالصة للذين يصدقون بالحق وأذعنوا له أن يستجيبوا

    لنداء الله سبحانه وتعالى و أوامره يستجيبوا للرسول في تبليغه ما يأمر به

    الله . ونعلم أن الله تعالى قائم عالم بقلوبنا وينقذنا من شهوات النفس إذا

    اتجهنا إلى المنهج المستقيم . لأن الإنسان له حياتان .

    الحياة الأولى الرعناء , والحياة الثانية الأكثر ارتقاء ورفعة واكتمال ....

    تلك هي الحياة التي يريدها القرآن ........

    ولذلك فإننا إن لم نستمع إلى منهج الله سبحانه وتعالى فلن نجد الحياة التي

    لها قيمة . وستبقى لنا روح تعطينا الحس والحركة .... روح رعناء يتساوى

    فيها المؤمن والكافر .
    لكن روح القيم عندما نتبع المنهج تقودنا إلى نشأة حياة حقيقية . ولذلك سمى

    الله سبحانه وتعالى الروح الداخلية في الجسم منذ خلق الإنسان جنينا في

    الرحم بكلمة (روح ) .....

    وسمى سبحانه وتعالى المنهج الذي يعمل به الإنسان إلى القيم العليا

    ( روحا ) .....


    فيقول تعالى ::

    ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان

    ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط

    مستقيم <52> ) الشورى ...



    وهكذا نرى أن الله سبحانه وتعالى سمى المنهج القرآني ((روحا )) .



    وعرفنا من قبل أن روح الإنسان الأولى التي تبعث فيه الحياة والحركة

    اسمها ((روح )) .


    ومن ذلك تعرف أن هناك (( روحا)) تجعل الكائن الحي

    يحيا حياة القيم وهي جديرة بأن تسمى (( روح الروح )) .

    سمى الله سبحانه القرآن روحا . سمى الله سبحانه الملاك الذي نزل بالقرآن

    ((الروح الأمين ) ) ...

    إذا فالمهم في مدارات الحياة ليست الروح الأولى التي يتحرك بها الجسد

    الإنساني والتي يشترك قيها المسلم والكافر .

    المهم أن نصل إلى روح الروح .. أي الحياة بالمنهج لنصل إلى تحقيق القيم
    فالذين يأخذون من الله سبحانه وتعالى عطاءه في الروح الأولى ولا يأخذون

    عطاءه في الروح الثانية .هؤلاء لا يأخذون الحياة بمعناها الحقيقي ولا

    يصلون إلى أمن النفس أو استقرار الإيمان أو عدم تعارض حركة إنسان

    مع إنسان . و لكن الذين يأخذون الروح الثانية فهؤلاء يصلون على حياة لا

    يزول فيها الإنسان عن النعيم ولا يزول نعيم ما عن الإنسان أبدا .


    ولو تخيلنا أن الإنسان قد جرد نفسه من روح القيم . روح المنهج . روح القرآن . الروح الذي نزل به الروح الأمين . لو تخيلنا هذا الإنسان لوجدناه

    حائرا . لا يعرف له نظام حياة أو قدرة على التعايش مع بشر آخرين ...

    إن الإنسان لكي يحيا بمجتمع لا بد له وللمجتمع من نظام يكفل الحركة .

    وحتى غير المؤمنين بالله سبحانه وتعالى يضعون قوانين تحكم تصرفات

    البشر بعضها مع بعض . ولكننا نرى أن القوانين التي يضعها البشر

    تتعرض للعجز وللتبديل .


    ولذلك فلا بد من وجود مقنن من غير البشر .

    لأن الإنسان الذي يضع

    القوانين قد يضعه ويصممه بما يخدم هواه . الذي يرغب في أن يكون

    رأسماليا يقنن للرأسمالية . والذي يرغب في أن يكون ماركسيا يقنن

    للماركسية . وهذا وذاك لا يقدران على أنفسهما أو هواهما فيقولان أن قضية

    الدين كاذبة . قد يقولها أحد علانية وقد يقولها أخر مستترة . وكلاهما غير
    قادر إلا على الكبر وكبرياء الفكر فيقول أن قضية الدين كاذبة ولا يوجد

    هناك يوم أخر أو حساب لكن بعضهم يعود إلى الاطمئنان إلى منطق الحق

    ويدخل إلى رحاب ربه فيؤمن ويسلم بقية حياته


    أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعلمنا عنه وأن يبصرنا بمنهجه .
    اسير في الغرام
    اسير في الغرام


    الابراج : العذراء
    نقاط : 897
    الشعبية : 10
    تاريخ التسجيل : 01/07/2010
    العمر : 31
    الموقع : منــــــتــــــد يات همــــسة حنـــين

    خبر رد: ويسألونك عن الروح ............؟؟

    مُساهمة من طرف اسير في الغرام الثلاثاء يوليو 20, 2010 6:35 pm

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]موضوع جميل ورائع جزاكي الله كل الخير
    نشكر جهودك المبذولة
    شجون
    شجون


    نقاط : 3089
    الشعبية : 16
    تاريخ التسجيل : 20/04/2010

    خبر رد: ويسألونك عن الروح ............؟؟

    مُساهمة من طرف شجون الخميس يوليو 22, 2010 6:10 pm


    أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعلمنا عنه وأن يبصرنا
    بمنهجه .


    آللهم آمين

    جزاكِ الله عنا كل خير
    المجيك
    المجيك


    الابراج : العذراء
    نقاط : 4325
    الشعبية : 13
    تاريخ التسجيل : 18/06/2010
    العمر : 33
    الموقع : https://haneen59.yoo7.com

    خبر رد: ويسألونك عن الروح ............؟؟

    مُساهمة من طرف المجيك الخميس يوليو 22, 2010 11:24 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم

    جزاكى الله كل خير وجعلة فى ميزان حسناتيك
    mohdshelbaya
    mohdshelbaya


    نقاط : 5233
    الشعبية : 24
    تاريخ التسجيل : 28/04/2010
    الموقع : منتدى همسة حنين https://haneen59.yoo7.com

    خبر رد: ويسألونك عن الروح ............؟؟

    مُساهمة من طرف mohdshelbaya الجمعة يوليو 23, 2010 4:02 am

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}
    تفسيرها :
    فيه ثلاث مسائل:
    الأولى: قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول" هذا الخطاب للمؤمنين المصدقين بلا خلاف. والاستجابة: الإجابة: و"يحييكم" أصله يحييكم، حذفت الضمة من الياء لثقلها. ولا يجوز الإدغام. قال أبو عبيدة: معنى استجيبوا أجيبوا، ولكن عرف الكلام أن يتعدى استجاب بلام، ويتعدى أجاب دون لام. قال الله تعالى: "يا قومنا أجيبوا داعي الله" [الأحقاف: 31]. وقد يتعدى استجاب بغير لام، والشاهد له قول الشاعر:
    وداع دعا يا من يجيب إلى الندى فلم يستجبه عند ذاك مجيب
    تقول: أجابه وأجاب عن سؤاله. والمصدر الإجابة. والاسم الجابة، بمنزلة الطاقة والطاعة. تقول: أساء سمعاً فأساء جابة. هكذا يتكلم بهذا الحرف. والمجاوبة والتجاوب: التحاور. وتقول: إنه لحسن الجيبة (بالكسر) أي الجواب. "لما يحييكم" متعلق بقوله: "استجيبوا". المعنى: استجيبوا لما يحييكم إذا دعاكم. وقيل: اللام بمعنى إلى، أي إلى ما يحييكم، أي يحيي دينكم ويعلمكم. وقي: أي إلى ما يحيي به قلوبكم فتوحدوه، وهذا إحياء مستعار، لأنه من موت الكفر والجهل. وقال مجاهد والجمهور: المعنى استجيبوا للطاعة وما تضمنه القرآن من أوامر ونواهي، ففيه الحياة الأبدية، والنعمة السرمدية، وقيل: المراد بقوله لما يحييكم الجهاد، فإنه سبب الحياة في الظاهر، لأن العدو إذا لم يغز غزا، وفي غزوه الموت، والموت في الجهاد الحياة الأبدية، قال الله عز وجل: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء" [آل عمران: 169] والصحيح العموم كما قال الجمهور.
    الثانية: روى البخاري "عن أبي سعيد بن المعلى قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه، ثم أتيته فقلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي. فقال:
    ألم يقل الله عز وجل "استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم"" وذكر الحديث. وقد تقدم في الفاتحة. وقال الشافعي رحمه الله: هذا دليل على أن الفعل الفرض أو القول الفرض إذا أتى به في الصلاة لا تبطل، لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإجابة وإن كان في الصلاة.
    قلت: وفيه حجة لقول الأوزاعي: لو أن رجلاً يصلي فأبصر غلاماً يريد أن يسقط في بئر فصاح به وانصرف إليه وانتهره لم يكن بذلك بأس. والله أعلم.
    الثالثة: قوله تعالى: "واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه" قيل: إنه يقتضي النص منه على خلقه تعالى الكفر والإيمان فيحول بين المرء الكفار وبين الإيمان الذي أمره به، فلا يكتسبه إذا لم يقدره عليه بل أقدره على ضده وهو الكفر. وهكذا المؤمن يحول بينه وبين الكفر. فبان بهذا النص أنه تعالى خالق لجميع اكتساب العباد خيرها وشرها. وهذا معنى قوله عليه السلام:
    "لا، ومقلب القلوب". وكان فعل الله تعالى ذلك عدلاً فيمن أضله وخذله، إذ لم يمنعهم حقاً وجب عليه فتزول صفة العدل، وإنما منعكم ما كان له أن يتفضل به عليهم لا ما وجب لهم. قال السدي: يحول بين المرء وقلبه فلا يستطيع أن يؤمن إلا بإذنه، ولا يكفر أيضاً إلا بإذنه، أي بمشيئته. والقلب موضع الفكر. وقد تقدم في البقرة بيانه. وهو بيد الله، متى شاء حال بين العبد وبينه بمرض أو آفة كيلا يعقل. أي بادروا إلى الاستجابة قبل ألا تتمكنوا منها بزوال العقل. وقال مجاهد: المعنى يحول بين المرء وعقله حتى لا يدري ما يصنع. وفي التنزيل: "إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب" [ق: 37] أي عقل. وقيل: يحول بينه وبينه بالموت، فلا يمكنه استدراك ما فات. وقيل: خاف المسلمون يوم بدر كثرة العدو فأعلمهم الله أنه يحول بين المرء وقلبه بأن يبدلهم بعد الخوف أمناً، ويبدل عدوهم من الأمن خوفاً. وقيل: المعنى يقلب الأمور من حال إلى حال، وهذا جامع، واختيار الطبري أن يكون ذلك إخباراً من الله عز وجل بأنه أملك لقلوب العباد منهم، وأنه يحول بينهم وبينها إذا شاء، حتى لا يدرك الإنسان شيئاً إلا بمشيئة الله عز وجل. "وأنه إليه تحشرون" عطف. قال الفراء: ولو استأنفت فكسرت، وأنه كان صواباً.

    {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}


    التفسير :
    فيه أربع مسائل :
    الأولى : قوله تعالى : " وكذلك أوحينا إليك " أي وكالذي أوحينا إلى الأنبياء من قبلك أوحينا إليك " روحا " أي نبوة ، قاله ابن عباس : الحسن و قتادة : رحمه الله من عندنا السدي : وحياً ، الكلبي : كتاباً ، الربيع : هو جبريل ، الضحاك : هو القرآن ، وهو قول مالك بن دينار ، وسماه روحاً لأن فيه حياة من موت الجهل ، وجعله من أمره بمعنى أنزله كما شاء على من يشاء من النظم المعجز والتأليف المعجب ، ويمكن أن يحمل قوله " ويسألونك عن الروح " [ الإسراء : 85 ] ، على القرآن أيضاً ، " قل الروح من أمر ربي " [ الإسراء : 85 ] ، أي يسألونك من أين لك هذا القرآن ، قل إنه من أمر الله أنزله علي معجزاً ذكره القشيري ، وكان مالك بن دينار يقول : يا أهل القرآن ، ماذا زرع القرآن في قلوبكم ؟ فإن القرآن ربيع القلوب كما أن الغيث ربيع الأرض .
    الثانية : قوله تعالى : " ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان " أي لم تكن تعرف الطريق إلى الإيمان ، وظاهر هذا يدل على أنه ما كان قبل الإيحاء متصفاً بالإيمان ، قال القشيري : وهو من معجوزات العقول ، والذي صار إليه المعظم أن الله ما بعث نبياً إلا كان مؤمناً به قبل البعثة ، وفيه تحكم ، إلا أن يثبت ذلك بتوقيف مقطوع به ، قال القاضي أبو الفضل عياض : وأما عصمتهم من هذا الفن قبل النبوة فللناس فيه خلاف ، والصواب أنهم معصومون قبل النبوة من الجهل بالله وصفاته والتشكك في شيء من ذلك ، وقد تعاضدت الأخبار والآثار عن الأنبياء بتنزيههم عن هذه النقيصة ، منذ ولدوا ، ونشأتهم على التوحيد والإيمان ، بل على إشراق أنوار المعارف ونفحات ألطاف السعادة ، ومن طالع سيرهم منذ صباهم إلى مبعثهم حقق ذلك ، كما عرف من حال موسى وعيسى ويحيى وسليمان وغيرهم عليهم السلام ، قال الله تعالى : " وآتيناه الحكم صبيا " [ مريم : 12 ] ، قال المفسرون : أعطى يحيى العلم بكتاب الله في حال صباه ، قال معمر : كان ابن سنتين أو ثلاث ، فقال له الصبيان : لم لا تلعب ! فقال : أللعب خلقت ! وقيل في قوله : " مصدقا بكلمة من الله " [ آل عمران : 39 ] ، صدق يحيى بعيسى وهو ابن ثلاث سنين ، فشهد له أنه كلمة الله وروحه ، وقيل : صدقه وهو في بطن أمه فكانت أم يحيى تقول لمريم إني أجد ما في بطني يسجد لما في بطنك تحية له ، وقد نص الله على كلام عيسى لأمه عند ولادتها إياه بقوله : " أن لا تحزني " [ مريم : 24 ] ، على قراءة من قرأ (( من تحتها )) وعلى قول من قال إن المنادي عيسى ونص على كلامه في مهده فقال : " إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا " [ مريم : 30 ] ، وقال : " ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما " [ الأنبياء : 79 ] ، وقد ذكر من حكم سليمان وهو صبي يلعب في قصة المرجومة وفي قصة الصبي ما اقتدى به أبوه داود ، وحكى الطبري أن عمره كان حين أوتي الملك اثني عشر عاماً ، وكذلك قصة موسى عليه السلام مع فرعون وأخذه بلحيته وهو طفل ، وقال المفسرون في قوله تعالى : " ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل " [ الأنبياء : 51 ] ، أي هديناه صغيراً ، قاله مجاهد وغيره ، وقال ابن عطاء : اصطفاه قبل إبداء خلقه ، وقال بعضهم : لما ولد إبراهيم بعث الله إليه ملكاً يأمره عن الله تعالى أن يعرفه بقلبه ويذكره بلسانه فقال : قد فعلت ، ولم يقل أفعل ، فذلك رشده ، وقيل : وقيل : إن إلقاء إبراهيم في النار ومحنته كانت وهو ابن ست عشرة سنة ، وإن ابتلاء إسحاق بالذبح وهو ابن سبع سنين ، وإن استدلال إبراهيم بالكوكب والقمر والشمس كان هو ابن خمس عشرة سنة ، وقيل : أوحي إلى يوسف وهو صبي عندما هم إخوه بإلقائه في الجب بقوله تعالى : " وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا " [ يوسف : 15 ] ، إلى غير ذلك من أخبارهم ، وقد حكى أهل السير أن آمنة بنت وهب أخبرت أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم ولد حين ولد باسطاً يديه إلى الأرض رافعاً رأسه إلى السماء ، وقال في حديثه صلى الله عليه وسلم : " لما نشأت بغضت إلي الأوثان وبغض إلي الشعر ولم أهم بشيء مما كانت الجاهلية تفعله إلا مرتين فعصمني الله منهما ثم لم أعد " ، ثم يتمكن الأمر لهم ، وتترادف نفحات الله تعالى عليهم ، وتشرق أنوار المعارف في قلوبهم حتى يصلوا الغاية ويبلغوا باصطفاء الله تعالى لهم بالنبوة في تحصيل الخصال الشريفة النهاية دون ممارسة ولا رياضة قال الله تعالى : " ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما " [ القصص : 14 ] ، قال القاضي : ولم ينقل أحد من أهل الأخبار أن أحدً نبئ واصطفى ممن عرف بكفر وإشراك قبل ذلك ، ومستند هذا الباب النقل ، وقد استدل بعضهم بأن القلوب تنفر عمن كانت هذه سبيله قال القاضي : وأنا أقول إن قريشاً قد رمت نبينا عليه السلام بكل ما افترته وعير كفار الأمم أنبياءها بكل ما أمكنها واختلقته ، مما نص الله عليه أو نقلته إلينا الرواة ، ولم نجد في شيء من ذلك تعييراً لواحد منهم برفضه آلهتهم وتقريعه بذمه بترك ما كان قد جامعهم عليه ، ولو كان هذا لكانوا بذلك مبادرين ، وبتلونه في معبوده محتجين ، ولكان توبيخهم عما كان بعيد قبل أفظع وأقطع في الحجة من توبيخه بنهيهم عن تركه آلهتهم وما كان يعبد آباؤهم من قبل ، ففي إطباقهم على الإعراض عنه دليل على أنهم لم يجدوا سبيلاً إليه ، إذ لو كان لنقل وما سكتوا عنه كما لم يسكتوا عن تحويل القبلة وقالوا : " ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها " [ البقرة : 142 ] كما حكاه الله عنهم .
    الثالثة : وتكلم العلماء في نبينا صلى الله عليه وسلم ، هل كان متعبداً بدين قبل الوحي أم لا ، فمنهم من منع ذلك مطلقاً وأحاله عقلاً ، قالوا : لأنه يبعد أن يكون متبوعاً من عرف تابعاً ، وبنوا هاذ على التحسين والتقبيح ، وقالت فرقة أخرى ، بالوقف في أمره عليه السلام وترك قطع الحكم عليه بشيء في ذلك ، إذ لم يحل الوجهين منهما العقل ولا استبان عندها في أحدهما طريق النقل ، وهذا مذهب أبي المعالي ، وقالت فرقة ثالثة : إنه كان متعبداً بشرع من قبله وعاملاً به ، ثم اختلف هؤلاء في التعيين ، فذهبت طائفة إلى أ،ه كان على دين عيسى فإنه ناسخ لجميع الأديان والملل قبلها ، فلا يجوز أن يكون النبي على دين منسوخ وذهبت طائفة إلى أنه كان على دين إبراهيم لأنه من ولده وهو أبو الأنبياء ، وذهبت طائفة إلى أنه كان على دين موسى ، لأنه أقدم الأديان ، وذهبت المعتزلة إلى أنه لا بد أن يكون على دين ولكن عين الدين غير معلومة عندنا ، وقد أبطل هذه الأقوال كلها أئمتنا ، إذ هي أقوال متعارضة وليس فيها دلالة قاطعة ، وإن كان العقل يجوز ذلك كله ، والذي يقطع به أنه عليه السلام لم يكن منسوباً إلى واحد من الأنبياء نسبة تقتضي أن يكون واحداً من أمته ومخاطباً بكل شريعته ، بل شريعته مستقلة بنفسها مفتتحة من عند الله الحاكم جل وعز وأنه صلى الله عليه وسلم كان مؤمناً بالله عز وجل ، ولا سجد لصنم ، ولا أشرك بالله ، ولا زنى ولا شرب الخمر ، ولا شهد السامر ، ولا حضر حلف المطر ، ولا حلف المطيبين ، بل نزهه الله وصانه عن ذلك ، فإن قيل : فقد "روى عثمان بن أبي شيبة حدثنا بسنده عن جابر : إن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان يشهد مع المشركين مشاهدهم ، فسمع ملكين خلفه أحدهما يقول لصاحبه : اذهب حتى تقوم خلفه ، فقال الآخر : كيف أقوم خلفه وعهده باستلام الأصنام فلم يشهدهم بعد ؟ "، فالجواب أن هذا حديث أنكره الإمام أحمد بن حنبل جداً وقال : هذا موضوع أو شبيه بالموضوع ، وقال الدارقطني : إن عثمان وهم في إسناده والحديث بالجملة منكر غير متفق على إسناده فلا يلتفت إليه ، والمعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه عند أهل العلم من قوله : (( بغضت إلي الأصنام )) وقوله في " قصة بحيرا حين استحلف النبي صلى الله عليه وسلم باللات والعزى إذ لقيه بالشام في سفرته مع عمه أبي طالب وهو صبي ، ورأى فيه علامات النبوة فاخبره بذلك ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : لا تسألني بهما فوالله ما أبغضت شيئاً قط بغضهما ، فقال له بحيرا : فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه ، فقال : سل عما بدا لك "، وكذلك المعروف من سيرته عليه السلام وتوفيق الله إياه له أنه كان قبل نبوته يخالف المشركين في وقوفهم بمزدلفة في الحج ، وكان يقف هو بعرفة ، لأنه كان موقف إبراهيم عليه السلام ، فإن قيل : فقد قال الله تعالى : " قل بل ملة إبراهيم " [ البقرة : 135 ] ، وقال : " أن اتبع ملة إبراهيم " [ النحل : 123 ] ، وقال : " شرع لكم من الدين " [ الشورى : 13 ] ، وهذا يقتضي أن يكون متعبداً بشرع فالجواب أن ذلك فيما لا تختلف فيه الشرائع من التوحيد وإقامة الدين ، على ما تقدم بيانه في غير موضع وفي هذه السورة عند قوله : " شرع لكم من الدين " والحمد لله .
    الرابعة : إذا تقرر هذا فاعلم أن العلماء اختلفوا في تأويل قوله تعالى : " ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان " فقال جماعة : معنى الإيمان في هذه الآية شرائع الإيمان ومعالمه ، ذكره الثعلبي ، وقيل : تفاصيل هذا الشرع ، أي كنت غافلاً عن هذه التفاصيل ويجوز إطلاق لفظ الإيمان على تفاصيل الشرع ، ذكره القشيري ، وقيل : ما كنت تدري قبل الوحي أن تقرأ القرآن ، ولا كيف تدعو الخلق إلى الإيمان ، ونحوه عن أبي العالية ، وقال بكر القاضي : ولا الإيمان الذي هو الفرائض والأحكام ، قال : وكان قبل مؤمناً بتوحيده ثم نزلت الفرائض التي لم يكن يدريها قبل ، فزاد بالتكليف إيماناً ، وهذه الأقوال الأربعة متقاربة ، وقال ابن خزيمة : عني بالإيمان الصلاة ، لقوله تعالى : " وما كان الله ليضيع إيمانكم " [ البقرة : 143 ] ، أي صلاتكم إلى بيت المقدس ، فيكون اللفظ عاماً والمراد الخصوص ، وقال الحسين بن الفضيل : أي ما كنت تدري ما الكتاب ولا أهل الإيمان ، وهو من باب حذف المضاف ، أي من الذي يؤمن ؟ أبو طالب أو العباس أو غيرهما ، وقيل : ما كنت تدري شيئاً إذ كنت في المهد وقبل البلوغ ، وحكى الماوردي نحوه عن علي بن عيسى قال : ما كنت تدري ما الكتاب لولا الرسالة ، ولا الإيمان لولا البلوغ ، وقيل : ما كنت تدري ما الكتاب لولا إنعامنا عليك ، ولا الإيمان لولا هدايتنا لك ، وهو محتمل ، وفي هذا الإيمان وجهان : أحدهما أنه الإيمان بالله ، وهذا يعرفه بعد بلوغه وقبل نبوته ، والثاني : أنه دين الإسلام ، وهذا لا يعرفه إلا بعد النبوة .
    قلت : الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان مؤمناً بالله عز وجل من حين نشأ إلى حين بلوغه ، على ما تقدم ، وقيل : (( ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان )) أي كنت من قوم أميين لا يعرفون الكتاب ولا الإيمان ، حتى تكون قد أخذت ما جئتهم به عمن كان يعلم ذلك منهم ، وهو كقوله تعالى : " وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون " [ العنكبوت : 48 ] ، روي معناه عن ابن عباس رضي الله عنهما ، " ولكن جعلناه " قال ابن عباس و الضحاك : يعني الإيمان ، السدي : القرآن وقيل الوحي ، أي جعلنا هذا الوحي " نورا نهدي به من نشاء " أي من نختاره للنبوة ، كقوله تعالى : " يختص برحمته من يشاء " [ آل عمران : 74 ] ، ووحد الكناية لأن الفعل في كثرة أسمائه بمنزلة الفعل في الاسم الواحد ، ألا ترى أنك تقول : إقبالك وإدبارك يعجبني ، فتوحد ، وهما اثنان " وإنك لتهدي " أي تدعو وترشد " إلى صراط مستقيم " دين قويم لا إعوجاج فيه ، وقال علي : إلى كتاب مستقيم وقرأ عاصم الجحدري و حوشب (( وإنك لتهدي )) غير مسمى الفاعل ، أي لتدعى ، الباقون (( لتهدي )) مسمى الفاعل ، وفي قراءة أبي (( وإنك لتدعو )) ، قال النحاس : وهذا لا يقرأ به ، لأنه مخالف للسواد ، وإنما يحمل ما كان مثله على أنه من قائله على جهة التفسير ، كما قال : (( وإنك لتهدي )) أي لتدعو ، وروى معمر عن قتادة في قوله تعالى " وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم " قال : : " ولكل قوم هاد " [ الرعد : 7 ] .
    جزاكي اختى الله كل خير
    وجعلها في موازين حسناتك
    هذا رابط الى منتدى بيه التفسير لكل كلمة ولكل اية ولكل سورة في القران الكريم والبلغتيين
    العربيه والأنجليزية
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
    موجة بحر
    موجة بحر


    نقاط : 650
    الشعبية : 8
    تاريخ التسجيل : 07/07/2010

    خبر رد: ويسألونك عن الروح ............؟؟

    مُساهمة من طرف موجة بحر الجمعة يوليو 23, 2010 4:37 pm

    الشبح كتب:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]موضوع جميل ورائع جزاكي الله كل الخير
    نشكر جهودك المبذولة

    أسعدتني كلماتك

    فاح عطرها فوق كلماتي المتواضعة

    التحيات العميقة لروحك
    موجة بحر
    موجة بحر


    نقاط : 650
    الشعبية : 8
    تاريخ التسجيل : 07/07/2010

    خبر رد: ويسألونك عن الروح ............؟؟

    مُساهمة من طرف موجة بحر الجمعة يوليو 23, 2010 5:02 pm

    شجون كتب:
    أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعلمنا عنه وأن يبصرنا
    بمنهجه .


    آللهم آمين

    جزاكِ الله عنا كل خير

    جزاني وإياكم كل خير

    ورافقني معكم بالجنة

    دامت أطاييب همساتك

    وطابت أيامك بكل خير
    موجة بحر
    موجة بحر


    نقاط : 650
    الشعبية : 8
    تاريخ التسجيل : 07/07/2010

    خبر رد: ويسألونك عن الروح ............؟؟

    مُساهمة من طرف موجة بحر الجمعة يوليو 23, 2010 5:25 pm

    المجيك كتب:بسم الله الرحمن الرحيم

    جزاكى الله كل خير وجعلة فى ميزان حسناتيك

    أهلا بتلك النسائم العطرية التي فاحت

    بتواجدك

    دمت بخير الخالق

    وبارك الله بشخصك
    موجة بحر
    موجة بحر


    نقاط : 650
    الشعبية : 8
    تاريخ التسجيل : 07/07/2010

    خبر رد: ويسألونك عن الروح ............؟؟

    مُساهمة من طرف موجة بحر الجمعة يوليو 23, 2010 5:30 pm


    أخي الكريم شلباية

    شكرا لما أفدتنا به ولكن هذا الرد

    يستحق ان تنزله كموضوع

    لأنك مفصل كل كلمة فيه

    تحياتي البيضاء

    لقلمك المتألق

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 12:00 pm