لا تراهن على السلام بفلس
للشاعر : عبد الوهاب القطب
( خاص بعرب تايمز )
يَا خَلِيلَيَّ غُرْبَـةُ المَـرْءِ تُنْسِـي فَدَعَانِـي وَمَـا نَسِيـتُ بِأَمْسِـي
وَاغْرُبَا عَنْ وَجْهِـي وَلا تَقْرُبَانِـي فَالأحَادِيثُ مِنْكُمَـا أصْـلُ نَحْسِـي
وَاقْبُرَا كُـلَّ قِصَّـةٍ عَـنْ شَبَابِـي وَاطْمُسَا آثارَ الصِّبَـا أيَّ طَمْـسِ
فَالذي فَاتَ مِـنْ زَمَانِـي تَعِيـسٌ فَلِـمَـاذا تُذَكِّـرَانِـي بِتَعْـسِـي
شَهِـدَ اللُـه أنَّـهُ مِـنْ هُمُومِـي
ضَاقَ صَدْرِي وَشَابَ شَعْرِي بِرَأسِي
وَغَـدَا السَّمْـعُ كَالحَدِيـدِ ثَقِيـلاً
كَانَ بِالأمْسِ مُرْهَفَاً مِثْـلَ حِسِّـي
وَفُـؤادِي كَالـدَّوْحِ آوَى العَـذَارَى
هَجَرَتْهُ الطُّيُورُ مِـنْ كُـلِّ جِنْـسِ
وَيْحَ قَلْبِـي كَـمْ سَاقَنِـي لِغَـرَامٍ
فِي رَبِيعٍ مِـنَ الزَّمَـانِ وَعُـرْسِ
مَا لَهُ اليَـوْمَ صَامِـتٌ كَالليالِـي
مَا لَهُ اليَـوْمَ بَـارِدٌ مِثْـلَ رَمْـسِ
وَا ضَيَاعِي مَا بَيْنَ عِشْقٍ وَعِشْـقٍ
كَضَيَـاعِ الامْـوَاجِ أيَّـانَ تُرْسِـي
وَيْحَ نَفْسِي مَـاذَا يُفِيـدُ التَّأسِّـي وَمُـرَادِي مِـنَ الزَّمَـانِ بِأمْـسِ
أيْنَ شَوْقِـي وَالبُحْتُـرِيُّ وَشِعْـرَاً أنْشَدَاهُ فِي وَصْفِ عُـرْبٍ وَفُـرْسِ
وَعَظَ البُحْتُـرِيَّ إيـوانُ كِسْـرَى وَرَثَا شَوْقِي بَاكِيَـاً عَبْـدَ شَمْـسِ
لَيْتَ شِعْرِي كَمْ حَرَّكَا بِي شُجُونِـي
وَأهَاجَا مَـا قَـدْ أهَاجَـا بِنَفْسِـي
فَأنَا اليَـوْمَ دَامِعَـاً جِئْـتُ أنْعـي
أرْضَ بِيسَـانَ وَالجَلِيـلَ وَقُدْسِـي
وَجِنِيـنَـاً وَغَــزَّةً وَأرِيـحَــا
وَقُـرَىً لا تَـرَى لَـهَـا أيَّ دَرْسِ
وَبَسَاتِيـنَ بِالثـمَـارِ تَــوَارَتْ
وَحُقُولاً مَحَوْا بِهَـا كُـلَّ غَـرْسِ
وَدِيَـارَاً سَهِـرْتُ وَالرَّبْـعُ فِيهًـا
أصْبَحَـتْ بَعْدَهُـمْ مَعَالِـمَ بُـؤْسِ
وَأحِبَّـاءَ قَـدْ تَـرَكْـتُ وَرَائِــي
بَيْنَ كَبْتٍ مِـنَ الدُّمُـوعِ وَحَبْـسِ
***
وَطَنِي يَا مِصْبَاحَ رُوحِـي وَقَلْبِـي يَا مُضِيئَاً عَيْشِي بِظُلْمَـةِ تَعْسِـي
كَمْ تَمُرُّ الايَّـامُ وَالعُمْـرُ يَمْضِـي وَتَذُوبُ الامالُ فِـي مُـرِّ كَأسِـي
فَأُنَادِيـكَ فِـي اشْتِيَـاقٍ وَصَبْـرٍ وَأنَاجِيكَ فِي خُشُـوعٍ وَهَمْـس
وَطَنِي إنْ غَفَوْتُ تَتْرُكُنِي رُوحِـي وَتَبْقَى مَعِـي بِصَحْـوِي وَنَعْسِـي
يَا فِلِسْطِينُ هَلْ لَنَا يَا تُـرَى مِـنْ
عَوْدَةٍ تُوْقِـفُ النَّزِيـفَ وَتُؤْسِـي
فَيَعُـودُ الصَّفَـا وَلَــوْ لِقَلِـيـلٍ
وَتَزُولُ الهُمُومُ مِـنْ كُـلِّ رَأسِـي
أمْ أبَـى الدَّهْـرُ يَـا فِلِسْطِيـنُ إلّا
بِدُرُوبِ الضَّيَاعِ نُضْحِـي وَنُمْسِـي
***
يَا فِلِسْطِينُ يَا عَـرُوسَ الأمَانِـي وَالأغَانِي وَنَبْضَ قَلْبِـي وَحِسِّـي
جَـارَةَ الفَرْقَدَيْـنِ أنْـتِ وَأغلَـى مِنْ لآلِي فِي جِيِـدِ حُـورٍ بِعُـرْسِ
كَيْفَ أصْبَحْتِ بَعْدَ اُسْلُـوْ تُبَاعِيِـنَ بِسُـوقِ المُسَاوِمِـيـنَ بِبَـخْـسِ
وَتُسَاقِـيِـنَ بَيْن حَـلٍّ وَحَـــلٍّ أَمَـةً فِـي يَـدِ العَمِيـلِ الأخَـسِّ
كَيْـفَ نَرْضَـى بِغَـزَّةٍ وَأرِيَـحَـا
وَابْنُ بِيسَانَ فِي المُخَيَّـمِ مَنْسِـي
أيُّـهَـا الخَائِـنُـوُنَ لا حَــلَّ إلا
إنْ حَلَلْتُمْ عَنْ دِيِننَا حَـلَّ رِجْـسِ
وَتَخَلَّيْتُـمْ عَـنْ سَـلامٍ وَعُـهْـرٍ
وَتَرَاجَعْتُـمْ عَنْـهُ فَـوْراً بِنُكْـسِ
أرْجِعُوا حُكْمَـاً عَسْكَرِيَّـاً تَعَوَّدْنَـا
عَلَيْـهِ مِـنَ الـعَـدُوِّ المُـخِـسِّ
وَطَنِي كَانَ أمْـسِ سِجْنَـاً رَحِيبَـاً صَارَ زِنْزَانَـةً بِكُـمْ دُونَ شَمْـسِ
وَمَتَارِيـسَ بَيْـنَ جَـارٍ وَجَــارٍ وَالْتِفَافـاً مِثُـلَ العُقَـالِ بِــرَأْسِ
***
شَبِقَـتْ لليهـود ثُـلَّـةُ أسـلُـو وَقِحَابِ العَبَّـاسِ ذابَـتْ كَعُنْـسِ
كَـمْ بحلْقِ "الدَّحْـلانِ" صَبُّـوا مَـنِيَّاً وَبِطيزِ "العَبَّـاسِ" زَجُّـوا بِـدَعْـسِ
يَا بَهَائِـيُّ حَسْبُـكَ اليَـوْمَ خِزْيَـاً مَا رَوَتْـهُ اليَهُـودُ عَنْـكَ بِأمْـسِ
يَا عَمِيلاً مَـا بَعْـدَهُ مِـنْ عَمِيـلٍ وَخَسِيسَاً مَا بَعْـدَهُ مِـنْ مُخِـسِّ
أتَحُـضُّ اليَهُـودَ أنْ يَذْبَحُـونَـا مِنْكَ سَعْيَـا وَرَاءَ مَـالٍ وَكُرْسِـي
وَرَجَـوْتَ اليَهُـودَ أنْ يَسْتَمِـرُّوا بَيْنَ حَنْـقٍ لِمَـا رَجَـوْتَ وَيَـأسِ
فَانْضُ ثَـوْبَ المُنَاِضِليـنَ وَوَلِّـي وَارْتَدِي العَارَ فَهْوَ أنْسَـبُ لِبْـسِ
أيُّهَا الشَّعْـبُ يَـا إمَـامَ التَّحَـدِّي
والتَّصَـدِّي لِكُـلِّ ظُلْـمٍ وَرِجْـسِ
أطْرُدُوا العبّـاسَ اللعيـنَ سَريعـاً
وَاغْسِلوا الايدي مِنْ حَقيرٍ وَنْجْسِ
فَهْوَ مِثلُ السَّرْدِينِ رِيحَـاً وَقَـدْرَاً
وَكَفَأْرِ البَالُوعِ مِـنْ بَعْـدِ غَطْـسِ
***
أيُّهَا الشَّعْبُ قَـدْ خَسِـرْتَ كَثيـرَاً لا تُرَاهِنْ عَلَـى السَّـلامِ بِفْلْـسِ
وَبِفَضْـحِ العَـدُوِّ عَـرَّابَ أُسْلُـو فِيـهِ بَعْـضُ العَـزَاءِ لِلمُتَأسِّـي[/b]
للشاعر : عبد الوهاب القطب
( خاص بعرب تايمز )
يَا خَلِيلَيَّ غُرْبَـةُ المَـرْءِ تُنْسِـي فَدَعَانِـي وَمَـا نَسِيـتُ بِأَمْسِـي
وَاغْرُبَا عَنْ وَجْهِـي وَلا تَقْرُبَانِـي فَالأحَادِيثُ مِنْكُمَـا أصْـلُ نَحْسِـي
وَاقْبُرَا كُـلَّ قِصَّـةٍ عَـنْ شَبَابِـي وَاطْمُسَا آثارَ الصِّبَـا أيَّ طَمْـسِ
فَالذي فَاتَ مِـنْ زَمَانِـي تَعِيـسٌ فَلِـمَـاذا تُذَكِّـرَانِـي بِتَعْـسِـي
شَهِـدَ اللُـه أنَّـهُ مِـنْ هُمُومِـي
ضَاقَ صَدْرِي وَشَابَ شَعْرِي بِرَأسِي
وَغَـدَا السَّمْـعُ كَالحَدِيـدِ ثَقِيـلاً
كَانَ بِالأمْسِ مُرْهَفَاً مِثْـلَ حِسِّـي
وَفُـؤادِي كَالـدَّوْحِ آوَى العَـذَارَى
هَجَرَتْهُ الطُّيُورُ مِـنْ كُـلِّ جِنْـسِ
وَيْحَ قَلْبِـي كَـمْ سَاقَنِـي لِغَـرَامٍ
فِي رَبِيعٍ مِـنَ الزَّمَـانِ وَعُـرْسِ
مَا لَهُ اليَـوْمَ صَامِـتٌ كَالليالِـي
مَا لَهُ اليَـوْمَ بَـارِدٌ مِثْـلَ رَمْـسِ
وَا ضَيَاعِي مَا بَيْنَ عِشْقٍ وَعِشْـقٍ
كَضَيَـاعِ الامْـوَاجِ أيَّـانَ تُرْسِـي
وَيْحَ نَفْسِي مَـاذَا يُفِيـدُ التَّأسِّـي وَمُـرَادِي مِـنَ الزَّمَـانِ بِأمْـسِ
أيْنَ شَوْقِـي وَالبُحْتُـرِيُّ وَشِعْـرَاً أنْشَدَاهُ فِي وَصْفِ عُـرْبٍ وَفُـرْسِ
وَعَظَ البُحْتُـرِيَّ إيـوانُ كِسْـرَى وَرَثَا شَوْقِي بَاكِيَـاً عَبْـدَ شَمْـسِ
لَيْتَ شِعْرِي كَمْ حَرَّكَا بِي شُجُونِـي
وَأهَاجَا مَـا قَـدْ أهَاجَـا بِنَفْسِـي
فَأنَا اليَـوْمَ دَامِعَـاً جِئْـتُ أنْعـي
أرْضَ بِيسَـانَ وَالجَلِيـلَ وَقُدْسِـي
وَجِنِيـنَـاً وَغَــزَّةً وَأرِيـحَــا
وَقُـرَىً لا تَـرَى لَـهَـا أيَّ دَرْسِ
وَبَسَاتِيـنَ بِالثـمَـارِ تَــوَارَتْ
وَحُقُولاً مَحَوْا بِهَـا كُـلَّ غَـرْسِ
وَدِيَـارَاً سَهِـرْتُ وَالرَّبْـعُ فِيهًـا
أصْبَحَـتْ بَعْدَهُـمْ مَعَالِـمَ بُـؤْسِ
وَأحِبَّـاءَ قَـدْ تَـرَكْـتُ وَرَائِــي
بَيْنَ كَبْتٍ مِـنَ الدُّمُـوعِ وَحَبْـسِ
***
وَطَنِي يَا مِصْبَاحَ رُوحِـي وَقَلْبِـي يَا مُضِيئَاً عَيْشِي بِظُلْمَـةِ تَعْسِـي
كَمْ تَمُرُّ الايَّـامُ وَالعُمْـرُ يَمْضِـي وَتَذُوبُ الامالُ فِـي مُـرِّ كَأسِـي
فَأُنَادِيـكَ فِـي اشْتِيَـاقٍ وَصَبْـرٍ وَأنَاجِيكَ فِي خُشُـوعٍ وَهَمْـس
وَطَنِي إنْ غَفَوْتُ تَتْرُكُنِي رُوحِـي وَتَبْقَى مَعِـي بِصَحْـوِي وَنَعْسِـي
يَا فِلِسْطِينُ هَلْ لَنَا يَا تُـرَى مِـنْ
عَوْدَةٍ تُوْقِـفُ النَّزِيـفَ وَتُؤْسِـي
فَيَعُـودُ الصَّفَـا وَلَــوْ لِقَلِـيـلٍ
وَتَزُولُ الهُمُومُ مِـنْ كُـلِّ رَأسِـي
أمْ أبَـى الدَّهْـرُ يَـا فِلِسْطِيـنُ إلّا
بِدُرُوبِ الضَّيَاعِ نُضْحِـي وَنُمْسِـي
***
يَا فِلِسْطِينُ يَا عَـرُوسَ الأمَانِـي وَالأغَانِي وَنَبْضَ قَلْبِـي وَحِسِّـي
جَـارَةَ الفَرْقَدَيْـنِ أنْـتِ وَأغلَـى مِنْ لآلِي فِي جِيِـدِ حُـورٍ بِعُـرْسِ
كَيْفَ أصْبَحْتِ بَعْدَ اُسْلُـوْ تُبَاعِيِـنَ بِسُـوقِ المُسَاوِمِـيـنَ بِبَـخْـسِ
وَتُسَاقِـيِـنَ بَيْن حَـلٍّ وَحَـــلٍّ أَمَـةً فِـي يَـدِ العَمِيـلِ الأخَـسِّ
كَيْـفَ نَرْضَـى بِغَـزَّةٍ وَأرِيَـحَـا
وَابْنُ بِيسَانَ فِي المُخَيَّـمِ مَنْسِـي
أيُّـهَـا الخَائِـنُـوُنَ لا حَــلَّ إلا
إنْ حَلَلْتُمْ عَنْ دِيِننَا حَـلَّ رِجْـسِ
وَتَخَلَّيْتُـمْ عَـنْ سَـلامٍ وَعُـهْـرٍ
وَتَرَاجَعْتُـمْ عَنْـهُ فَـوْراً بِنُكْـسِ
أرْجِعُوا حُكْمَـاً عَسْكَرِيَّـاً تَعَوَّدْنَـا
عَلَيْـهِ مِـنَ الـعَـدُوِّ المُـخِـسِّ
وَطَنِي كَانَ أمْـسِ سِجْنَـاً رَحِيبَـاً صَارَ زِنْزَانَـةً بِكُـمْ دُونَ شَمْـسِ
وَمَتَارِيـسَ بَيْـنَ جَـارٍ وَجَــارٍ وَالْتِفَافـاً مِثُـلَ العُقَـالِ بِــرَأْسِ
***
شَبِقَـتْ لليهـود ثُـلَّـةُ أسـلُـو وَقِحَابِ العَبَّـاسِ ذابَـتْ كَعُنْـسِ
كَـمْ بحلْقِ "الدَّحْـلانِ" صَبُّـوا مَـنِيَّاً وَبِطيزِ "العَبَّـاسِ" زَجُّـوا بِـدَعْـسِ
يَا بَهَائِـيُّ حَسْبُـكَ اليَـوْمَ خِزْيَـاً مَا رَوَتْـهُ اليَهُـودُ عَنْـكَ بِأمْـسِ
يَا عَمِيلاً مَـا بَعْـدَهُ مِـنْ عَمِيـلٍ وَخَسِيسَاً مَا بَعْـدَهُ مِـنْ مُخِـسِّ
أتَحُـضُّ اليَهُـودَ أنْ يَذْبَحُـونَـا مِنْكَ سَعْيَـا وَرَاءَ مَـالٍ وَكُرْسِـي
وَرَجَـوْتَ اليَهُـودَ أنْ يَسْتَمِـرُّوا بَيْنَ حَنْـقٍ لِمَـا رَجَـوْتَ وَيَـأسِ
فَانْضُ ثَـوْبَ المُنَاِضِليـنَ وَوَلِّـي وَارْتَدِي العَارَ فَهْوَ أنْسَـبُ لِبْـسِ
أيُّهَا الشَّعْـبُ يَـا إمَـامَ التَّحَـدِّي
والتَّصَـدِّي لِكُـلِّ ظُلْـمٍ وَرِجْـسِ
أطْرُدُوا العبّـاسَ اللعيـنَ سَريعـاً
وَاغْسِلوا الايدي مِنْ حَقيرٍ وَنْجْسِ
فَهْوَ مِثلُ السَّرْدِينِ رِيحَـاً وَقَـدْرَاً
وَكَفَأْرِ البَالُوعِ مِـنْ بَعْـدِ غَطْـسِ
***
أيُّهَا الشَّعْبُ قَـدْ خَسِـرْتَ كَثيـرَاً لا تُرَاهِنْ عَلَـى السَّـلامِ بِفْلْـسِ
وَبِفَضْـحِ العَـدُوِّ عَـرَّابَ أُسْلُـو فِيـهِ بَعْـضُ العَـزَاءِ لِلمُتَأسِّـي[/b]