في ليلة مظلمة

خرجت ذات ليلة بعد سهرة مع الأحباب والأصحاب
أتمشى في الشوارع الخالية من الناس...
أستذكر ما جرى في هذه السهرة...
أضحك على فلان وأسخر من فلان......
شاب أراق كأسا من الشاي على السجادة وضحكنا
وآخر يضع قطعة من الثلج في صدر فلان وتعلو أصواتنا ضحكا ومرحا....
تابعت المسير وكلي فرح وسرور
وفجأة..!!
يقطع هذا الضحك ويمزق هذه الفرحة أناس جلوس بانتظام
ما حالهم .....؟
لما لا ينطقون.....؟
وقفت وحدقت بهم
تأملتهم....
سألتهم ...؟
ما أجابني أحد قلبت النظر فيهم
لا أعرف أحدا منهم
من انتم ...؟
ما تفعلون في هذا المكان
لماذا تجلسون في مكان معتم مظلم ؟
لماذا لا تتحادثون..؟
هل تنتظرون أحد؟؟
عجبا لهم ولحالهم
لا يجيبون ولا ينطقون
رجال ونساء وأطفال
صغار وكبار
أغنياء وفقراء
زعماء ودهماء
تختلف أعمارهم وأحوالهم
لم أستطع النطق بعد هذا المشهد
خيم على المكان سكوت وصمت غريب
أحسست بشعور لا يعبر عنه
لا بالكلمات
ولا بالعبارات
ولا بالعبرات
تدحرجت على خدي ..قطرات من دمع حار
نعم ....
الآن عرفتهم
إنهم جيران قرب لا يتزاورون
وسكان قبر لا يتجالسون
وعباد في اللحد إلى الحشر يساقون
إنهم يسمعون لا ينطقون
ونحن يوما إلى جوارهم مرتحلون
الموت ..... نعم الموت
هادم اللذات ومفرق الجماعات
كفى بالموت واعظا ساكتا
اللهم ارحمنا فوق الأرض
وتحت الأرض
ويوم العرض

اااااااه من القبر وظلماته وماذا اعددنا لهذا اليوم اللهم نور لنا قبورنا
اللهم اجعلها روضه من رياض الجنه ولا تجعلها حفرة من حفر النار
امين امين امين
جزاك الله خير الجزاء