السلام عليكم ورحمة الله
يرتبط الغضب بأمراض جسمية كأمراض القلب والبدانة والصداع النصفي والقرحة، ونفسية كانخفاض تقدير الذات والاكتئاب وضعف العلاقات الشخصية وضعف إنتاجية العمل.. ولكن هل يحق للرجال أن يصبوا جام غضبهم على النساء لأنهن الحلقة الأضعف؟ ومنْ أعطاهم الحق بذلك.. هرموناتهم أم تربيتهم الذكورية أم سكوتنا عليهم؟ «سيدتي» تفتح ملف غضب الرجال على ألسنة الزوجات، والتي وصل بعضها للاعتداء الجسماني والطلاق، فهل هو غضب أم جنون؟
السعودية: «اتركيه حتى يهدأ من غضبه، وعاتبيه في الوقت المناسب»، نصيحة يعطيها خبراء النفس للنساء السعوديات، بعضهن يسترشدن بها، وأخريات يصلن للطلاق، فسيدة الأعمال عبلة جمل الليل تدرك أن غضب زوجها يكون لأسباب خارجية «هموم العمل أو ضغوط الحياة»، ويعبر عنه بالصمت والاعتكاف، فتعلمت عدم الدخول معه في نقاش لحظة غضبه، تستدرك عبلة: «لا أذكر أنه ترك البيت يوما بسبب حالة غضب، وعندما يشعر أنه مقصر في حقي بسبب عمله، ويتبادر إلى ذهنه أنني غاضبة يصالحني بهدية، وقد فاجأني ذات مرة بسيارة، ولكنه لا يبادر للاعتذار».
الغريب أن فدا حجاوي من إدارة التسويق بسنتر بوينت، تفترض أنه ليس من حق الزوجة أن تغضب أو تثور كما يفعل الرجال! لكنها تستدرك: «بعض الأزواج يعتبرون هدوء الزوجة ضعفًا فيتمادون.. وقد كنت في بداية حياتي الزوجية أتعامل مع غضب زوجي بالنقاش إلى أن ينقلب لمشادة كلامية وفوضى، لذلك قررت تغيير أسلوبي في التعامل عن طريق التجاهل».
مواقف سلبية تتعدى حالات الاعتداء اللفظي لتصل في كثير من الأحيان إلى الاعتداء الجسدي، فعبير أحمد، معلمة سعودية، يغضب زوجها ويعبر عن غضبه بالسب والضرب، حتى ازداد مع زيادة عدد الأبناء والمسؤوليات، لكنها في السنوات الأخيرة باتت تذهب إلى بيت أهلها، تاركة خلفها أبناءها ليتولى رعايتهم، سرعان ما يحضر إلى بيت أهلها ليصالحها، تعلّق عبير: «هذه الخطة نجحت إلى حد ما، وبدأ يتغاضى عن كثير من الأمور التي كان يثور بسببها».
الإمارات: غضبهم لا يعود للموروثات الجينية، لكن غضب الشرقي يعبر عنه بالعنف، برأي الدكتورة فاطمة الصايغ، أستاذة التاريخ بجامعة الإمارات، وقد يكون جسديًّا أو لفظيًّا، ونادرًا ما يحكِّم الرجل في غضبه عقله، وفي النهاية فلكل فعل ردة فعل، تعلّق الصايغ: «معظم طلاقاتنا في الإمارات تعود إلى الانفعال والفعل، وبما أن الرجل يمتلك قوة جسدية، فإنني أشعر بالخوف منه لحظة انفعاله، كما أن معظم حالات الاغتصاب، تتم في حالة فقد الرجل السيطرة على سلوكه، وعندما يحدث هذا يكون دون قتل؛ لأن ترخيص الأسلحة غير سائد».
نساء لا يخفن إلا من غضب الخالق، وهذا حال أم سيف، الحاصلة على الثانوية العامة في عمر الستين، حيال غضب ولدها الذي يترك البيت، ليعود كأن شيئًا لم يكن، وأم سيف قد تقوم بالتهدئة حسب الموقف وطبيعة نفسيتها وقتها، وما تخافه هو الإجحاف بحق الآخرين واتخاذ القرارات السريعة أثناء الغضب».
المغرب: التقلبات المزاجية لزوجها أو ابنها، فالهوس بالظلام هو ملاذ زوج وفاء العلام، موظفة، فهو عندما يغضب، يغلق كل النوافذ ويسدل الستائر، ويطفئ الأنوار، ثم يدخل حتى وإن كان الوقت نهارًا. والغريب أنها تساعده بسد كل فوهة نور أغفلها، وتتركه. فيما أمينة أحسين، موظفة، لا تتعب كثيرا لتعرف هل زوجها غاضب أم لا.. فهو بطبعه صامت، وعندما يبدأ في الكلام، يهتم بتفاصيل البيت الصغيرة وتكثر طلباته فتتنحى أمينة جانبًا حتى تمر العاصفة.. عقد الرجل لحاجبيه دليل الغضب، وهذا ما تطالعه نجاة بزطوط، موظفة، في ملامح زوجها، خصوصًا إذا اقترنت الحالة بتصاعد في نبرات صوته وحركته التي تفقده التركيز، وقد يمس شيئا لا إراديا ويكسره.
مصر: هاني جلال مهندس ديكور: أغضب لأنها لا تقدرني، ولا تهتم بمظهرها، فأجرحها بكلام قاسٍ مثل أنها لم تعد جميلة وفاشلة، وأذكر جمال نساء أخريات أمامها، بعدها يحدث بيننا شجار أخرج من المنزل. حامد سعد محمود، مهندس كهرباء: أغضب لأنها تكذب وتغار، وطوال فترة بقائنا خارج المنزل تراقب نظراتي، فأشعر أن ثقتها بنفسها قلت، فأبدأ بالعتاب ثم يعلو صوتي. كريمة سيد، سكرتيرة بمركز تجميل: أشعر أن ذكائي واهتمامي بمظهري يزعجه. تقول سماح محمد، ربة منزل: يغضب عندما يدرك أن رأيه تحصيل حاصل حتى لو كان في أمور عادية مثل ترتيب أثاث المنزل؛ لأنه يراه هكذا أفضل.
لبنان: كثير من اللبنانيات يخشين «ردّة فعل الرجل القاسية»، دون تحديد لها، لأن المرأة اللبنانية تعودت على رقة الرجل في كلامه وتصرفاته من الصباح حتى المساء، لكن الإعلامية راغدة شلهوب، تأسف أنها هي وزوجها يتمتعان بطباع نارية، فهو عندما يغضب يصرخ، وهي لا تسكت، تستدرك راغدة: «ما يزعجني أنه لا يحسب حسابًا لأحد، ولشدّة غضبه، سافر للعمل خارج لبنان منذ 3 أشهر». من الأشخاص الذين عندما يغضبون، يعدّون حتى الرقم عشرة، حتى لا تصدر منه أي مواقف يندم عليها، هذا هو الممثل الأعزب يوسف الخال، يحكي عن نفسه:
«في حال غضبت، تكون ردّة فعلي شفهية، وأتمالك أعصابي كثيرًا لأنها بشكل عام باردة وهادئة، ولا أستفزّ بسرعة».
اليمن: رغم جحيم غضب الرجال، إلا أنه لا يخلو من الطرافة والغرابة، فأم حكيم، ربة منزل، وأم لعشرة أبناء، تدرك أن ما يثير غضب زوجها هو تركها لغرفة النوم، فيتنقل من غرفة إلى أخرى، وهو يشتم، بينما زوج نبيلة عبدالله، مدرسة، يُسْمِع صوته للآخرين عندما يغضب، حتى لو كان وسط السوق.. وعادة ما تترك المحل قبل حدوث أي جدل.
ولكن ماذا تفعل زوجة رجل دائم الغضب، هذا حال منى محمد، موظفة، فهو مستعد لرمي يمين الطلاق عليها، أو أن يأخذ سلاحه ويخرج من البيت، وليس بيدها سوى البكاء، تروي منى: «أي تصرف أقوم به فهو في نظره غلط، فمرة أهديت صديقتي، وهي عندي، شيئًا موجودًا في البيت، فأجبرني على استرداده أمامها.. غضبه غاية في الإحراج».
غزة: يقولون إن الرجل عندما يغضب، يتهور ولا يبرر، وقد يعاقب زوجته، كما يحدث مع عبير رمضان، ربة بيت، بتعليق ابنها الصغير من قدميه في سقف الحجرة، حتى ترجوه لكي ينزله، بينما مي صادق، طالبة جامعية، يعاقبها زوجها بالصمت، لمدة قد تصل إلى شهرين، فيأكل ويغسل ثيابه، وينام وحده ولا تنتهي ثورة غضبه الصامتة إلا حين يضربها أو يتدخل أحد أفراد عائلتها في المشكلة.
أما عبير عودة مهندسة، فيعبر زوجها عن غضبه بتغيبه عن عمله وتفرغه لأعمال البيت، تعلّق عبير ضاحكة: «بصراحة أحب أيام غضبه ولكنها لا تستمر طويلا».
إضراب عن الطعام هي حالة غضب زوج غادة شحادة، محاسبة، وقد يستمر ذلك لعدة أيام، أما علا حسب النبي، ربة بيت، فيغضب زوجها بتوجيه عبارات السب لولدهما الصغير، وتدرك علا أنها المقصودة بهذه العبارات، والنتيجة أن الأبوين يتحملان مهمة إرضاء ابنهما الصغير.
يرتبط الغضب بأمراض جسمية كأمراض القلب والبدانة والصداع النصفي والقرحة، ونفسية كانخفاض تقدير الذات والاكتئاب وضعف العلاقات الشخصية وضعف إنتاجية العمل.. ولكن هل يحق للرجال أن يصبوا جام غضبهم على النساء لأنهن الحلقة الأضعف؟ ومنْ أعطاهم الحق بذلك.. هرموناتهم أم تربيتهم الذكورية أم سكوتنا عليهم؟ «سيدتي» تفتح ملف غضب الرجال على ألسنة الزوجات، والتي وصل بعضها للاعتداء الجسماني والطلاق، فهل هو غضب أم جنون؟
السعودية: «اتركيه حتى يهدأ من غضبه، وعاتبيه في الوقت المناسب»، نصيحة يعطيها خبراء النفس للنساء السعوديات، بعضهن يسترشدن بها، وأخريات يصلن للطلاق، فسيدة الأعمال عبلة جمل الليل تدرك أن غضب زوجها يكون لأسباب خارجية «هموم العمل أو ضغوط الحياة»، ويعبر عنه بالصمت والاعتكاف، فتعلمت عدم الدخول معه في نقاش لحظة غضبه، تستدرك عبلة: «لا أذكر أنه ترك البيت يوما بسبب حالة غضب، وعندما يشعر أنه مقصر في حقي بسبب عمله، ويتبادر إلى ذهنه أنني غاضبة يصالحني بهدية، وقد فاجأني ذات مرة بسيارة، ولكنه لا يبادر للاعتذار».
الغريب أن فدا حجاوي من إدارة التسويق بسنتر بوينت، تفترض أنه ليس من حق الزوجة أن تغضب أو تثور كما يفعل الرجال! لكنها تستدرك: «بعض الأزواج يعتبرون هدوء الزوجة ضعفًا فيتمادون.. وقد كنت في بداية حياتي الزوجية أتعامل مع غضب زوجي بالنقاش إلى أن ينقلب لمشادة كلامية وفوضى، لذلك قررت تغيير أسلوبي في التعامل عن طريق التجاهل».
مواقف سلبية تتعدى حالات الاعتداء اللفظي لتصل في كثير من الأحيان إلى الاعتداء الجسدي، فعبير أحمد، معلمة سعودية، يغضب زوجها ويعبر عن غضبه بالسب والضرب، حتى ازداد مع زيادة عدد الأبناء والمسؤوليات، لكنها في السنوات الأخيرة باتت تذهب إلى بيت أهلها، تاركة خلفها أبناءها ليتولى رعايتهم، سرعان ما يحضر إلى بيت أهلها ليصالحها، تعلّق عبير: «هذه الخطة نجحت إلى حد ما، وبدأ يتغاضى عن كثير من الأمور التي كان يثور بسببها».
الإمارات: غضبهم لا يعود للموروثات الجينية، لكن غضب الشرقي يعبر عنه بالعنف، برأي الدكتورة فاطمة الصايغ، أستاذة التاريخ بجامعة الإمارات، وقد يكون جسديًّا أو لفظيًّا، ونادرًا ما يحكِّم الرجل في غضبه عقله، وفي النهاية فلكل فعل ردة فعل، تعلّق الصايغ: «معظم طلاقاتنا في الإمارات تعود إلى الانفعال والفعل، وبما أن الرجل يمتلك قوة جسدية، فإنني أشعر بالخوف منه لحظة انفعاله، كما أن معظم حالات الاغتصاب، تتم في حالة فقد الرجل السيطرة على سلوكه، وعندما يحدث هذا يكون دون قتل؛ لأن ترخيص الأسلحة غير سائد».
نساء لا يخفن إلا من غضب الخالق، وهذا حال أم سيف، الحاصلة على الثانوية العامة في عمر الستين، حيال غضب ولدها الذي يترك البيت، ليعود كأن شيئًا لم يكن، وأم سيف قد تقوم بالتهدئة حسب الموقف وطبيعة نفسيتها وقتها، وما تخافه هو الإجحاف بحق الآخرين واتخاذ القرارات السريعة أثناء الغضب».
المغرب: التقلبات المزاجية لزوجها أو ابنها، فالهوس بالظلام هو ملاذ زوج وفاء العلام، موظفة، فهو عندما يغضب، يغلق كل النوافذ ويسدل الستائر، ويطفئ الأنوار، ثم يدخل حتى وإن كان الوقت نهارًا. والغريب أنها تساعده بسد كل فوهة نور أغفلها، وتتركه. فيما أمينة أحسين، موظفة، لا تتعب كثيرا لتعرف هل زوجها غاضب أم لا.. فهو بطبعه صامت، وعندما يبدأ في الكلام، يهتم بتفاصيل البيت الصغيرة وتكثر طلباته فتتنحى أمينة جانبًا حتى تمر العاصفة.. عقد الرجل لحاجبيه دليل الغضب، وهذا ما تطالعه نجاة بزطوط، موظفة، في ملامح زوجها، خصوصًا إذا اقترنت الحالة بتصاعد في نبرات صوته وحركته التي تفقده التركيز، وقد يمس شيئا لا إراديا ويكسره.
مصر: هاني جلال مهندس ديكور: أغضب لأنها لا تقدرني، ولا تهتم بمظهرها، فأجرحها بكلام قاسٍ مثل أنها لم تعد جميلة وفاشلة، وأذكر جمال نساء أخريات أمامها، بعدها يحدث بيننا شجار أخرج من المنزل. حامد سعد محمود، مهندس كهرباء: أغضب لأنها تكذب وتغار، وطوال فترة بقائنا خارج المنزل تراقب نظراتي، فأشعر أن ثقتها بنفسها قلت، فأبدأ بالعتاب ثم يعلو صوتي. كريمة سيد، سكرتيرة بمركز تجميل: أشعر أن ذكائي واهتمامي بمظهري يزعجه. تقول سماح محمد، ربة منزل: يغضب عندما يدرك أن رأيه تحصيل حاصل حتى لو كان في أمور عادية مثل ترتيب أثاث المنزل؛ لأنه يراه هكذا أفضل.
لبنان: كثير من اللبنانيات يخشين «ردّة فعل الرجل القاسية»، دون تحديد لها، لأن المرأة اللبنانية تعودت على رقة الرجل في كلامه وتصرفاته من الصباح حتى المساء، لكن الإعلامية راغدة شلهوب، تأسف أنها هي وزوجها يتمتعان بطباع نارية، فهو عندما يغضب يصرخ، وهي لا تسكت، تستدرك راغدة: «ما يزعجني أنه لا يحسب حسابًا لأحد، ولشدّة غضبه، سافر للعمل خارج لبنان منذ 3 أشهر». من الأشخاص الذين عندما يغضبون، يعدّون حتى الرقم عشرة، حتى لا تصدر منه أي مواقف يندم عليها، هذا هو الممثل الأعزب يوسف الخال، يحكي عن نفسه:
«في حال غضبت، تكون ردّة فعلي شفهية، وأتمالك أعصابي كثيرًا لأنها بشكل عام باردة وهادئة، ولا أستفزّ بسرعة».
اليمن: رغم جحيم غضب الرجال، إلا أنه لا يخلو من الطرافة والغرابة، فأم حكيم، ربة منزل، وأم لعشرة أبناء، تدرك أن ما يثير غضب زوجها هو تركها لغرفة النوم، فيتنقل من غرفة إلى أخرى، وهو يشتم، بينما زوج نبيلة عبدالله، مدرسة، يُسْمِع صوته للآخرين عندما يغضب، حتى لو كان وسط السوق.. وعادة ما تترك المحل قبل حدوث أي جدل.
ولكن ماذا تفعل زوجة رجل دائم الغضب، هذا حال منى محمد، موظفة، فهو مستعد لرمي يمين الطلاق عليها، أو أن يأخذ سلاحه ويخرج من البيت، وليس بيدها سوى البكاء، تروي منى: «أي تصرف أقوم به فهو في نظره غلط، فمرة أهديت صديقتي، وهي عندي، شيئًا موجودًا في البيت، فأجبرني على استرداده أمامها.. غضبه غاية في الإحراج».
غزة: يقولون إن الرجل عندما يغضب، يتهور ولا يبرر، وقد يعاقب زوجته، كما يحدث مع عبير رمضان، ربة بيت، بتعليق ابنها الصغير من قدميه في سقف الحجرة، حتى ترجوه لكي ينزله، بينما مي صادق، طالبة جامعية، يعاقبها زوجها بالصمت، لمدة قد تصل إلى شهرين، فيأكل ويغسل ثيابه، وينام وحده ولا تنتهي ثورة غضبه الصامتة إلا حين يضربها أو يتدخل أحد أفراد عائلتها في المشكلة.
أما عبير عودة مهندسة، فيعبر زوجها عن غضبه بتغيبه عن عمله وتفرغه لأعمال البيت، تعلّق عبير ضاحكة: «بصراحة أحب أيام غضبه ولكنها لا تستمر طويلا».
إضراب عن الطعام هي حالة غضب زوج غادة شحادة، محاسبة، وقد يستمر ذلك لعدة أيام، أما علا حسب النبي، ربة بيت، فيغضب زوجها بتوجيه عبارات السب لولدهما الصغير، وتدرك علا أنها المقصودة بهذه العبارات، والنتيجة أن الأبوين يتحملان مهمة إرضاء ابنهما الصغير.
